قصر النظر هو اضطراب شائع في الرؤية حيث يعاني المصابون منه من عدم القدرة على رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، إذ تبدو ضبابية وغير دقيقة، في حين تكون الأشياء القريبة واضحة وجلية.
هذا الخلل ناتج عن مشكلة في انكسار الضوء عند دخوله العين، حيث يتم تركيز الضوء أمام الشبكية بدلاً من التركيز عليها، مما يؤدي إلى رؤية مشوشة، عادة ما يبدأ قصر النظر في الظهور خلال مرحلة الطفولة أو فترة المراهقة، ويستمر في التفاقم مع نمو العين حتى الوصول إلى بداية العشرينات، بالرغم من ذلك يمكن أن يظهر هذا الاضطراب في أي عمر.
أسباب قصر النظر
ينتج قصر النظر عن تشوه في تكوين العين، حيث تكون مقلة العين أطول من المعتاد أو تكون القرنية أكثر استدارة مما ينبغي، يؤدي هذا التكوين غير الطبيعي إلى تركيز الضوء أمام الشبكية بدلاً من التركيز مباشرة عليها، وعلى الرغم من أن السبب الدقيق وراء هذه التغيرات غير معروف، إلا أن العوامل الوراثية يُعتقد أنها تلعب دورًا هامًا في تطور قصر النظر.
عوامل خطر الإصابة بقصر النظر تشمل:
- العمر: الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عامًا هم الأكثر عرضة للإصابة بقصر النظر.
- الحالات الطبية: يمكن لبعض الأمراض مثل داء السكري أو بداية إعتام عدسة العين أن تتسبب في تطور قصر النظر لدى البالغين.
- نمط الحياة: الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية أو القراءة لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى إجهاد العين، مما قد يسبب قصر نظر مؤقت قد يتطور إلى دائم.
- التاريخ العائلي: إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من قصر النظر، فإن احتمالية الإصابة تزداد بالنسبة للأبناء.
تسهم هذه العوامل في زيادة خطر الإصابة بقصر النظر، مما يستدعي اتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل الفحص الدوري للعين وتجنب إجهاد العين المفرط.
أعراض قصر النظر
بعض الحالات قد يظهر فيها قصر النظر من خلال عدم وضوح الرؤية للأشياء البعيدة فقط، وفي حال وجود أعراض إضافية، فقد تشمل:
- رؤية مشوشة أو ضبابية عند النظر إلى مسافات بعيدة.
- الشعور بإجهاد العين عند محاولة رؤية الأشياء البعيدة.
- تقريب الكتاب إلى الوجه أثناء القراءة.
- الحول في العين عند محاولة التركيز على الأشياء البعيدة.
- صداع.
يمكن ملاحظة قصر النظر لدى الأطفال من خلال عدم قدرتهم على قراءة ما يُكتب على السبورة في المدرسة، بينما يستطيعون قراءة الكتاب بوضوح، أو الاقتراب الشديد من شاشة التلفاز عند مشاهدته.
من الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص قد يعانون من قصر النظر الليلي فقط، وذلك بسبب ضعف قدرة العين على تركيز الضوء في الظلام.
طرق علاج قصر النظر
علاج قصر النظر يتضمن تصحيح الانكسار الضوئي بحيث يتركز الضوء بشكل مباشر على شبكية العين، يتم تحقيق ذلك من خلال عدة طرق، تشمل:
- النظارات والعدسات اللاصقة:
تعتبر النظارات والعدسات اللاصقة من أبرز الطرق المستخدمة لعلاج قصر النظر، يتم تصميم النظارات أو العدسات اللاصقة بشكل فردي بناءً على قياس النظر لكل حالة، هذه الأدوات تساعد في تصحيح تركز الضوء على الشبكية، مما يحسن الرؤية بشكل واضح. - تقويم القرنية بالعدسات الصلبة:
يعد تقويم القرنية باستخدام العدسات الصلبة إحدى الطرق غير الجراحية لعلاج قصر النظر، يشمل هذا العلاج ارتداء عدسات لاصقة صلبة لفترات محددة أثناء النوم، هذه العدسات تعمل على تسطيح انحناء القرنية تدريجيًا، مما يساعد في تحسين الرؤية البعيدة بشكل ملحوظ. - العلاج الجراحي:
يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي في حالات قصر النظر الشديدة أو عندما يرغب الشخص في حل نهائي لقصر النظر دون الحاجة إلى ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة، تشمل أنواع الجراحة المتاحة لعلاج قصر النظر:
– الليزك:
تتضمن هذه الجراحة استخدام الليزر لتغيير شكل القرنية بهدف تصحيح تركز الضوء في العين، تستغرق هذه العملية عادةً عدة دقائق فقط ولا تكون مؤلمة، ومع ذلك قد يعاني المريض من جفاف العين وتشوش الرؤية لبضعة أسابيع أو أشهر بعد الجراحة.
– زراعة العدسة:
يستخدم هذا الخيار غالبًا في حالات قصر النظر الشديد، يتم في هذا الإجراء وضع عدسة تصحيحية داخل العين، إما أمام عدسة العين الطبيعية أو باستبدال العدسة الطبيعية، تساعد هذه العدسة في تحسين الرؤية بشكل كبير دون الحاجة إلى النظارات أو العدسات اللاصقة.
طرق الوقاية من قصر النظر
لا توجد حاليًا وسيلة مؤكدة لمنع حدوث قصر النظر، لكن يمكن لبعض الإجراءات أن تحمي العين وتقلل من تفاقم الحالة، ومنها:
- تقليل مدة استخدام الكمبيوتر أو الهاتف المحمول.
- المحافظة على مسافة 12 بوصة بين العين وشاشة الكمبيوتر وأخذ فترات راحة كل 20 دقيقة بالنظر إلى شيء بعيد.
- قضاء وقت طويل في الهواء الطلق وفي الأماكن المفتوحة.
- معالجة الحالات الصحية المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.
- اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة.
- تجنب التدخين.
- ارتداء نظارات شمسية أو قبعة عند التعرض لأشعة الشمس لحماية العين.
- إجراء فحوصات دورية للعين.
- استشارة الطبيب فورًا عند ملاحظة أي تغيرات في الرؤية.
باتباع هذه الخطوات، يمكن الحفاظ على صحة العين وتقليل احتمالية تفاقم قصر النظر.
هل قصر النظر يسبب العمى؟
الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر الحاد يواجهون صعوبة في رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، مما يضطرهم إلى إغلاق أعينهم أو تقليص جفونهم جزئيًا لتحسين الرؤية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على أنسجة العين مع مرور الوقت، كما أن الأفراد الذين تتراوح درجات قصر نظرهم بين “-12″ و”-15″ أو “-25” قد يتعرضون لمشاكل مثل المياه البيضاء أو الزرقاء وأضرار في الشبكية، وهذه المشاكل قد تؤدي إلى فقدان البصر أو العمى إذا لم يتم علاجها بشكل مبكر.
على سبيل المثال، إذا تسبب قصر النظر الحاد في ضعف الشبكية وانفصالها الجزئي عن قاع العين، فقد يتحول هذا الانفصال الجزئي إلى انفصال كامل، مما يؤدي إلى فقدان الرؤية تمامًا، لذلك من الضروري استشارة طبيب العيون المتخصص وإجراء الفحوصات والعلاج المناسبين في حالة قصر النظر الحاد أو أي مشاكل انكسارية أخرى قد تسبب مضاعفات خطيرة تهدد الرؤية.